الجراحة التَجميلية : ما بين الأسباب والدَوافع

 

 

ليس كلَ ما تراه قبيحا هو بالفعل غير جميل  وفي نفس الوقت ما تراه أنت جميلا قد يراه غيرك قيبحا ،فالجمال نسبي ومرتبط إرتباطا وثيقا بالأذواق ورغم ذلك للجمال مقاييس محدَدة تضبطها معايير أساسيَة للمظهر المثالي والتي أصبحت اليوم معتمدة من قبل أغلب الشركات التسويقيَة التي تعمل على ترويج سلعها بمختلف الطرق والأساليب حيث لا يمكنك اليوم أن تشاهد ومضة إشهاريَة أو فيديو كليب غنائي أو حتَى برنامجا تلفزيا شهيرا دون أن يكون هناك وجود لعارضة جميلة أو امرأة ساحرة تجذب القلوب والأنظار إليها ، فالجمال اليوم أصبح أداة تجاريَة سهلة لتحقيق الأرباح الماديَة الطائلة حتَى المسلسلات التي تعرض على الشاشات اليوم أصبحت عرضا للأزياء وتصاميم المنازل فأصبحنا نركَز على جمال الممثلات والديكور أكثر من تركيزنا على قصَة المسلسل نفسها ،وهذا ما يعكس درجة الهوس بالجمال التي وصل إليها العالم المعاصر حيث أصبحت الجراحة التجميليَة أمرا ضروريَا للشعور بالثقة في النَفس والسَلام الدَاخلي ،فماهي الأسباب الأساسيَة الدافعة إلى إجراء عمليَات التَجميل ؟

ccccune

 

 

مفهوم عمليَة التجميل

عمليات التجميل هي طريقة تجميلية تهدف بالأساس إلى تصحيح وترميم العيوب الخلقيَة (تولد مع الإنسان ) والمكتسبة (التي تظهر جرَاء الحوادث) إذا هي ضروريَة لبعض الحالات وتكميليَة في حالات أخرى كجراحات تجميل عضو واحد من الوجه أو الجسم بهدف تحسين مظهره قليلا وهذا النَوع من العمليَات يعتبر تكميليَا لا ضروريا، وبحسب الإحصاءات المنجزة في الغرض تبيَن أنَ العمليات التجميلية الأكثر رواجاً في العالم العربي والغربي على حدَ السَواء هي تكبير الثَدي وشفط الدهون (جراحاتت السَمنة) وحقن الشفاه، الوجنتين والوجه عموما بالبوتكس إضافة إلى جراحة تجميل الأنف والذقن .

أسباب اللجوء إلى عمليَات التَجميل
أسباب نفسيَة ومادية

يؤكَد الخبراء في هذا الصدد أنَ الأسباب مختلفة ومتنوَعة فهناك الدوافع الشخصيَة التي لها علاقة بالإنسان ودرجة ثقته بنفسه وإرتياحه مع جسده وتقبَله له  وهناك أسباب إجتماعية وإقتصاديَة وهي الرغبة في التميز الاجتماعي والنَجاح حيث كشفت الإحصاءات التي أنجزتها إحدى المعاهد البريطانيَة للإحصاء أنَ العديد من الأشخاص برروا لجوئهم إلى عمليَات التَجميل لنيل القبول الإجتماعي والحصول على وظيفة الأحلام حيث تبيَن أنَ الجمال يلعب دورا أساسيا وعنصرا مساعدا لتحقيق هذه الأهداف ،فحسب هذه الإحصاءات يزيد راتب النساء الجميلات بما يقارب  15 بالمئة عن النساء الأقل جمالا العاملات في المؤسسَة ذاتها  ونفس الشيء بالنسبة للرجال الذين يتمتعون بالوسامة عن غيرهم من الرجال الذين يعتبرون  أقل وسامة مقارنة بهم .
وفي هذه النَقطة بالتَحديد يربط الخبراء الرغبة في إجراء عمليات التَجميل بالصورة التي يرغب هؤلاء أن يظهروا عليها امام الآخرين وهذا ما يثبته لنا موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك حيث يعمد أغلب روَاده إلى وضع أجمل الصور ليظهروا فيي أبهى حالاتهم  أما العالم بأسره وهذا ما يؤكَده الدكتور آدم شافنير أبرز جراحي التجميل في نيويورك  الذي قال ” كل شخص ينظر في المرآة سيرى صورة نفسه، لكن عندما يشاهد نفسه على الفيسبوك سيرى الصورة التي يراها العالم” ومن هذا المنطلق تبدأ فكرة التغيير والرَغبة في كسب إعجاب الناس .

أسباب علاجيَة

حسب علماء النفس غالبا ما تكون أسباب عمليات التجميل علاجيَة بالأساس حتى وإن كان الشَخص لا يشكو من عيب فعلي في العضو المرغوب تغييره إلاَ أنَ المشكلة تكمن في عدم تقبَل هذا الشَكل و الشعور بقلة الثقة والإنهزام النفسي جرَاء ذلك فتصبح عملية التجميل طريقة علاجيَة بحتة لنفسيَة المريض (ة) لتعزيز شعوره بالراحة والثقة وهذا النَوع من الأسباب نجده عند الأشخاص الذين يرغبون خاصة في تجميل الأنف ، تكبير الشفاه ،تكبير او تصغير الثدي وروَاد جراحات السمنة أيضا الذينن يتوقون إلى القوام الجميل والرشاقة الدائمة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم  .

من جهتهم يرى أغلب الأطباء أنَ عمليَات التجميل ضرورة لا نقاش فيها عند الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من العيوب الخلقيَة على غرار الشفاه الأرنبيَة، الفك المرتخي (عدم القدرة على المضغ) لأنَها عمليات جراحيَة تستدعي عمليَات تجميليَة تكميليَة خاصَة وأنَ شقوقها تترك آثارا واضحة على الوجه وهذا النَوع من العمليَات المزدوجة غالبا ما نجده في جراحة الوجه والفكين  ،وتعطي هذه العمليَات نتائج مميَزة تغيَر واقع المريض تماما وتمنحه السَعادة والعلاج في نفس الوقت ،ورغم هذه الفوائد  إلاَ أنَ الإفراط في إجراء عمليات التَجميل قد يقلب الموازين فتصبح النَتائج عكسيَة وغير مرضيَة  .